دفاعاً عن الإنسانية.. إرادة الشعب الإيراني تتحدى الإعدام والقمع
دفاعاً عن الإنسانية.. إرادة الشعب الإيراني تتحدى الإعدام والقمع
في ظل نظام يواجه تظاهرات متكررة منذ عقود، يقف الشعب الإيراني على خط المواجهة بين الحرية والظلم، حيث تتحول أرواح البشر إلى أدوات احتجاج صامتة على القمع المستمر.
ومن الاعتقالات التعسفية إلى الإعدامات اليومية، يستمر الإيرانيون في رفع أصواتهم من أجل الكرامة الإنسانية وحقوقهم الأساسية، متحدين قمع الدولة وسياستها المتشددة.
وأكدت حملة "الثلاثاء لا للإعدام"، في بيان لها اليوم الثلاثاء، تنفيذ 165 حكماً بالإعدام خلال شهر أكتوبر الماضي، منهم 72 شخصاً خلال الأسبوع الأخير فقط، وبينهم امرأة.
وتواصل الحملة فعالياتها في 54 سجناً في مختلف أنحاء إيران، في الأسبوع الـ93 على التوالي، لتذكير العالم بصمود الشعب الإيراني المستمر في مواجهة القمع منذ انتفاضة تشرين الثاني 2019 وحتى اليوم.
وفي بيانها، استحضرت الحملة تضحيات الشهداء الذين سقطوا على يد النظام منذ 1979، مشيرةً إلى استمرار الشعب في النضال رغم عقود من القمع، ومنه انتفاضة “المرأة والحرية”، مؤكدةً أن إرادة الشعب عصية على الإخماد.
السجناء في دائرة الخطر
تطرقت الحملة إلى أحوال السجناء السياسيين، مشيرة إلى حكم الإعدام بحق رضا عبدالي ونقل إحسان أفرشته ومهدي فريد إلى مكان مجهول بعد تعرضهما للضرب، وسط مخاوف من تنفيذ أحكام الإعدام بحقهم.
وأبرز البيان ظاهرة التضحية بالنفس وسيلة احتجاج أخيرة، مثل وفاة كوروش خيري وأحمد بلدي بعد إحراق نفسيهما احتجاجاً على الظلم.
وتشير الحملة إلى أن الإعدامات منذ 23 تشرين الأول وحتى الأسبوع الماضي بلغت 165 حالة، من ضمنها 29 حالة خلال يومي الثالث والرابع من الشهر الجاري.
وتجاوز عدد الإعدامات منذ بداية العام 1313 حالة، وهو رقم صادم يعكس مدى تطبيع الإعدام بوصفه أداة إرهاب للقمع وكبح تطلعات الشعب نحو الحرية.
استمرار الحملة وصمود السجناء
في مواجهة هذه الأوضاع، تواصل حملة "الثلاثاء لا للإعدام" رفع صوتها عالياً، ناشدة الضمائر الحية في كل مكان لتحويل الصرخة إلى احتجاج واسع، مؤكدة أن الصمت يعني التواطؤ في قتل أرواح بريئة.
وانضم جناح الرجال في سجن زاهدان إلى الحملة في الأسبوع الثالث والتسعين، لتسليط الضوء على التضامن الشعبي داخل السجون.
وشارك في الحملة 54 سجناً منها إيفين وقزل حصار وكرج المركزي وفرديس وأصفهان وأهر وأراك وشيراز وغيرها، ما يعكس عمق التفاعل الشعبي والسعي للحفاظ على الكرامة الإنسانية.











